دعا اتحاد الصناعة الألماني حكومة برلين، أمس الثلاثاء، إلى تقديم دعم عسكري لتوفير الحماية للسفن، بالبحر الأحمر، محذراً من أن استمرار تعطل التجارة قد يؤدي إلى مشكلات في الإنتاج في أكبر اقتصاد في أوروبا.
وجاء البيان تعقيباً على تأخيرات التوريد في القطاع الصناعي الألماني عبر واحد من أهم مسارات التجارة العالمية.
وحوّلت شركات الشحن العالمية سفنها إلى مسارات تجارية أخرى عقب الهجمات التي نفذتها جماعة “أنصار الله” اليمنية على سفن بالبحر الأحمر، دعما لحركة المقاومة الإسلامية في غزة.
وقالت شركة الشحن الدنماركية “ميرسك”، أنّها علّقت عبور سفنها التجارية، من البحر الأحمر إلى أجل غير مسمى، وسط مخاوف من معاناة التجارة العالمية من اضطراب طويل الأجل.
ويكلف المسار البديل حول جنوب القارة الأفريقية الشركات وقودا إضافيا بقيمة مليون دولار، فضلا عن تأخير قرابة عشرة أيام للرحلة من آسيا إلى شمال أوروبا.
الأمر الذي أثار مخاوف حول حدوث موجة أخرى من التضخم عالميا في ظل تحميل الشركات التكاليف المرتفعة على المستهلكين.
ولم تشارك ألمانيا حتى الآن في مبادرة لحراسة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن والتي تقودها الولايات المتحدة وتحمل اسم “حارس الازدهار” لحماية بضائع تجارية.
وقال “فولفجانج نيدرمارك”، عضو المجلس التنفيذي لاتحاد الصناعة الألماني، لرويترز “تأمين المسارات التجارية البحرية ليس في مصلحة الاقتصاد الألماني فحسب، بل هو جزء أساسي من أمننا القومي”.
وأضاف “لا بد أن تتولى الحكومة الألمانية الآن المسؤولية من دون أي تردد وتتخذ خطوات ضرورية مع حلفائها لحماية المسارات البحرية المهددة بهجمات في الوقت الحالي ، بما في ذلك اتخاذ خطوات عسكرية أيضا”.
وأظهر تحليل أجرته وكالة “رويترز” لبيانات تتبّع السفن، أنّ حركة سفن الحاويات في المنطقة تراجعت بنسبة 28% في ديسمبر/كانون الأول المنصرم.
ووفقاً لتقرير صادر عن شركة “فريتوس” المختصة في عمليات الشحن ورصد البيانات، فقد قفزت أجور الشحن البحري بين آسيا وأوروبا والأميركيتين، بنسبة وصلت إلى 173%، منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسبب أزمة البحر الأحمر القائمة.
وأعلنت بدورها شركة فرنسية للشحن في وقت سابق، أنها سترفع رسوم شحن الحاويات من آسيا إلى منطقة البحر المتوسط بما يصل إلى 100% اعتباراً من 15 يناير/كانون الثاني مقارنة بأسعار الأول منه.
ومع مرور 12% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، لجأت العديد من الشركات إلى تحويل حركة مسار سفنها من قناة السويس إلى طريق رجاء الراس الصالح الذي يربط بين آسيا وأفريقيا.
يذكر أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أعلن في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تشكيل قوة عمل بحرية باسم “حارس الازدهار” تضم 10 دول، بينها دولة عربية واحدة هي البحرين، بهدف مواجهة الهجمات في البحر الأحمر.
المصدر | وكالات